الاثنين، ١٦ نوفمبر ٢٠٠٩

زقزقة

هل "تزقزق" قلبك من قبل يا دعد ....
فكرة قفزت إلى رأسي حينما لاحت لي قصاصة صفراء من زمان "أنت لي" ...
قصيدة في مطلعها ...
"همس الحلوة في الهاتف...أحلى من المعزف و العازف"
تذكرت كم المرات التي أهديت فيها هذه القصاصة ...
ولم تمضي ساعات ... حتى كان القلب يتزقزق...
أنا ما زال قلبي يتزقزق بين الحين و الاخر...
ذكريني ذات مرة أنا أيقظك بمكالمة صباح باكر ...
أه ... كم كنت محظوظ بسمعي حينها... كما أنا الان...
لمكالمات الصباح الباكر تأثير ... أتذوقه في حنجرتي... كطعم النخب الأول...
كل الأناث ... يغدون "فيروزات" ...حين يتحدثن فور أستيقاظهن ...
فما بالك لو تحدثي أنت يا دعد ... بالتأكيد سأكون في البولشوي...
سأسمع صوتك ... وسأراه ... و سأصفق له ...
ولربما أطلب توقيعه عند نهاية العرض...
عشرات المكالمات تذكرتها ... كلها في رأسي قصائد متفردة ...
تغدو اليوم أبتسامات على طل ما ...
ذكريات "ملطومين"... ما كفوا يوما عن "الألتطام"
كم من صباحات ... وليالي ... أنقضت جنب سماعة الهاتف...
مخدة تسند الرأس ...
كوب ماء ...
مشهد من نافذة أحيانا ...
لسانان ...و أربعة شفاه ...دائما ...
قصائد لهن ...و أغاني لي
شوق ...شغف...
نقاشات ...قبلات ...
نحيب ... وقهقهات ...
و أحلى كلام ...
أحلى الكلام...
...................
بالله لا تنسي...
ذكريني ذات مرة أنا أزقزق قلبي...
في الصباخ الباكر ...

http://www.arabadab.net/poem.php?class=1&poet=1&poem=95

الاثنين، ٩ نوفمبر ٢٠٠٩

لديك رسالة جديدة من دعد

كنفحات نسيم بارد على جبين مبلل بالعرق، كقطرات ماء تسقط على شفاه ظمآنة، كملمس أنامل ناعمة على عنق مجهد ، كألف شيء و شيء لا أستطيع أن أعرف ماهيته ، أو أن أقدر كمه ، تفعل هذه العبارة بي.


فحينما تستنشق أعيني رحيق هذه العبارة الجميلة ...

"لديك رسالة جديدة من دعد"... تأخذ الدنيا شكل جديد للغاية... ممتع للغاية...

أعلم أنه من الصعب أن أشرح لك بطرق منطقية أو مصطلحات لغوية كيف ينساب منك كل هذا الرحيق، و يسافر عبر الأثير ليملئ ثنايا جهازي ... و آفاق عيوني...

و أعلم أيضا أنه من السهل أن يقول أحدهم هذه العبارة شيء ما من أكاذيبي، و أن يوجد أشخاص يبقون لا مصدقين لما قد أقوله... لكن هذه ليست مشكلتي...بل مشكلة من قد لا يعلمون من أنت ؟؟؟...

فعلى مدى الزمان ... دعد ... كانت تقع المعجزات ((وهي _لو كنت لا تعلمين _ أشياء مثلك أنت)) ، و كان الكثيرون _ من عديمي الخيال_ يكذبونها ، لكن المؤمنين القلائل الذين عاشوا لحظاتها كانوا لا يأبهون بكل سخريات الآخرين ، بل كانوا يغمضوا أعينهم و يستمتعون بكل روائع المعجزة.

"لديك رسالة جديدة من دعد"...

ما بين هذه العبارة اليقينية التي تصرخ في وجه من يطالعها : "إن الأساطير سيدي لا تكتب الرسائل"... و ما بين كل الشكوك في أنعدام وجود شيء كامل مثلك ، تتكون حالة جديدة تختلط فيها كل مشاعر الشك و أحاسيس اليقين ، لتكون في الفكر صورة _ دعد _ ، تلك الأسطورة الحية التي تكتب الرسائل، و المعادلة المجنونة ذات الفم الأخاذ التي تجمع فيها كل التناقضات بكل وئام ، لتعلم من يقرأها بأسرار الوجود، و تشعر من يراها أنه لا يزال يحي.


أن تكوني معجزة حية هي الحقيقة الأولى في هذا الكون أيتها الخرافية الصوت ، فمقابل كل كلمة تحاولين فيها بكل صعوبة أن تنكري كل ما فيك ، أو تمثل فيها دور المتواضعة، بإمكاني وبكل بساطة أن أتي بألف دليل على أن كل ما اراه فيك هو موجود حقا ، و كل ما سأراه فيك سيكون فعلا .

لضيق الوقت _ دعد _ علي أن أذهب الان لأقرأ ما كتبتيه لي في هذه الرسالة ...

أتراه يكون كلاما جميلا ... تلك أشياء لا تهم ...

فما يهم فقط ...هذه العبارة ...

"لديك رسالة جديدة من دعد"...

دمت...ودامت رسائلك

الثلاثاء، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٩

حدث صباح يوم ما في كريتر

" كل نساء العالم تبدو كالطفلات مقارنة بها" ...هذا كان أنطباعه الأول حين رأها في صباح ما على بعد مئة خطوة أمامه خارجة من أحد الأزقة الصغيرة في كريتر ، في تحريف لمقولة الباحث البريطاني الذي قال يوما أن كل براكين العالم تبدو كالمفرقعات مقارنة ببركان عدن.

تذكر كلما كان يراقب مشيتها المتغالية في الأناقة قانونه الفيزيائي الأول الذي كان يعلمه لزملائه " عندما تتساوى كل الظروف والشروط فإن مشية بنات كريتر هي الأجمل في الدنيا" ، ورغم مرور الأعوام يبدو أن هذا القانون لم يتغير البتة ، كانت مشيتها الاخاذة متناغمة جدا كقصيدة ل"لطفي" على نغمات عود "قاسم" ، عرف الان أن الأثنان لم يكونا ليتعبا كثيرا في نظم القصائد أو في تأليف الألحان ، كان يكفيهما خطوات أحدى قريبات هذه الفتاة لتقفز الكلمات من ذاتها وهي موزونة و ملحنة بالفطرة.

في خطوة ما من المئة خطوة إختفى إحساسه بالجوع، لم يعد يفكر أن يشد الرحال لمقهى سكران لتناول"القراع" المكون من إقراص "المقصقص" و كوب الشاي "العيدروسي" ، كان إطلالتها لذيذة ك "خُصار" فردوسي يشبع كل الحواس ، ولم يعد يحتاج هو سوى لسيجارة ما بعد الإفطار ليكتمل كيفه النهاري.

حتى قطرات العرق التي تراكمت في جبينه أختفت في خطوة ما من المئة خطوة ، شيء ما كان يرافقها كهالة حاملة معها نسمات "برود" غارق باثار عطر "رزين" أو ربما "بخور" ، لم يكن يهتم بالمصدر لا هو و لا حتى الحجارة المتناثرة في دربها التي بدت مزهوة بعبق الرائحة أكثر منه.

في خطوة ما من المئة خطوة بدأت التفاصيل و الانثناءات في الوضوح أكثر ، كانت التفاصيل المرسومة في العباءة السوداء تختصر بطريقة مذهلة قوانين "ريمن" الهندسية حول شكل الكون ، و كان كل إنثناء فيها تصور ثلاثي الأبعاد مقتبس من قصيدة نزار " إن الأنوثة من علم ربي".

وقبل أن يفيق من تأملات الهندسة والشعر ، أطلت عينيها بشذا دنيا عسلية الرحاب، و للحظات ما فقد كل شعوره بما هو قبل المئة خطوة ، وبعد المئة الخطوة ، و اُختصرت حياته كلها لتلك الثواني الخمسين، وإذا به يهلوس ...كشيخ صوفي في لحظة تجلي:

"مدد يا عيدروس مدد" ...

الاثنين، ١٦ فبراير ٢٠٠٩

لم لم يحدث العالم قبل حدوثه....؟؟؟

عشان تطعم القات سوى...لازم ترصع البطن بلحمة حنيد، و تحلي بحلاوة صوري ... ساعتها تقدر تفتهن بالتخزينة عودي عودي .

وعشان تقرأ بكتاب تهافت الفلاسفة لأبو حامد الغزالي سوى... لازم أولا ترصع عقلك بكتاب "فكرة الزمن عبر التاريخ"، بعدين تحلي بكتاب "الكون في قشرة جوز"... ساعتها تقدر تفتهن بالقراءة كلمة كلمة.

بسؤال الفلاسفة القدماء و اصحاب نظريات العدم " لم لم يحدث العالم قبل حدوثه" يبدأ الكتاب في تناول أفكار فلسفية تتكلم على الوجود و الخلق و العلية و السببية و غيرها من الأسئلة التي يا طالما حيرتنا وحيرت العقل الإنساني، وحبة حبة ... كلمة بكلمة يبدأ حجة الأسلام بتناول الحجج واحدة تلو الأخرى.

صحيح أنه أبو حامد سبق بكذا مئة سنة "كانط" الذي يتشاطح فيبو الغرب بحديثه عن البديهيات المستقلة عن الحسيات ، و أنه بكلامه عن المعقول بحس العقل جعل عبارة ديكارت الشهيرة "Cogito ergo sum" مجرد أعادة صياغة و ترجمة لكلامه مش أكثر ، بس أحلى حاجة بالكتاب ده بالتحديد غير مسألة الحجج و النقاش أن الرجل هذا كان يتكلم "فلسفيا" من الف سنة عن نظريات "علمية" لساها طازة ما غلقتش قرن واحد حتى.

فلما تقرأ عبارة الغزالي " فكذلك إذا قيل لنا: هل لوجود العالم "قبل"؟ قلنا: إن عني به: هل لوجود العالم بداية أي طرف منه ابتدأ، فله "قبل" على هذا كما للعالم خارج على تأويل أنه الطرف المكشوف والمنقطع السطحي. وإن عنيتم بقبل شيئاً آخر، فلا "قبل" للعالم" ،" أو " وهذا كله لعجز الوهم عن فهم وجود مبتدأ إلا مع تقدير "قبل" له، وذلك "القبل" الذي لا ينفك الوهم عنه يظن أنه شيء محقق موجود هو الزمان." تحس أنك قدام واحد كان جالس بالغرفة نفسه حق عمنا انشتاين لما كان يصيغ نظريات النسبية العامة، فكلام ابو حامد مطابق تماما للمعادلات الرياضية الي تقول أنه في يوم معين كان للزمن بداية ، و انه قبل ذاك اليوم ما كانش في قبل ولا في زمن.

و لما تشوف كلماته الي تقول "هو كعجز الوهم عن أن يقدر تناهي الجسم في جانب الرأس مثلاً إلا على سطح له فوق، فيتوهم أن وراء العالم مكاناً إما ملاء وإما خلاء. وإذا قيل: ليس فوق سطح العالم فوق ولا بعد أبعد منه، كاع الوهم عن الإذعان لقبوله، ، وكما جاز أن يكذب الوهم في تقديره فوق العالم خلاء هو بعد لا نهاية له، بأن يقال له: الخلاء ليس مفهوماً في نفسه، وأما البعد فهو تابع للجسم الذي تتباعد أقطاره، فإذا كان الجسم متناهياً كان البعد الذي هو تابع له متناهياً، وانقطع الملاء والخلاء غير مفهوم فثبت أنه ليس وراء العالم لا خلاء ولا ملاء، وإن كان الوهم لا يذعن لقبوله"، تقفز في رأسك كل الجرافات و الشروحات حق ستيفن هوكنج الي تتكلم عن محدودية المكان ، و عن عدم وجود "مكان" خارج حدود الكون الزمانية و المكانية.

تحية لأبو حامد ... المعلم الأول دون منازع ...