الاثنين، ١٦ فبراير ٢٠٠٩

لم لم يحدث العالم قبل حدوثه....؟؟؟

عشان تطعم القات سوى...لازم ترصع البطن بلحمة حنيد، و تحلي بحلاوة صوري ... ساعتها تقدر تفتهن بالتخزينة عودي عودي .

وعشان تقرأ بكتاب تهافت الفلاسفة لأبو حامد الغزالي سوى... لازم أولا ترصع عقلك بكتاب "فكرة الزمن عبر التاريخ"، بعدين تحلي بكتاب "الكون في قشرة جوز"... ساعتها تقدر تفتهن بالقراءة كلمة كلمة.

بسؤال الفلاسفة القدماء و اصحاب نظريات العدم " لم لم يحدث العالم قبل حدوثه" يبدأ الكتاب في تناول أفكار فلسفية تتكلم على الوجود و الخلق و العلية و السببية و غيرها من الأسئلة التي يا طالما حيرتنا وحيرت العقل الإنساني، وحبة حبة ... كلمة بكلمة يبدأ حجة الأسلام بتناول الحجج واحدة تلو الأخرى.

صحيح أنه أبو حامد سبق بكذا مئة سنة "كانط" الذي يتشاطح فيبو الغرب بحديثه عن البديهيات المستقلة عن الحسيات ، و أنه بكلامه عن المعقول بحس العقل جعل عبارة ديكارت الشهيرة "Cogito ergo sum" مجرد أعادة صياغة و ترجمة لكلامه مش أكثر ، بس أحلى حاجة بالكتاب ده بالتحديد غير مسألة الحجج و النقاش أن الرجل هذا كان يتكلم "فلسفيا" من الف سنة عن نظريات "علمية" لساها طازة ما غلقتش قرن واحد حتى.

فلما تقرأ عبارة الغزالي " فكذلك إذا قيل لنا: هل لوجود العالم "قبل"؟ قلنا: إن عني به: هل لوجود العالم بداية أي طرف منه ابتدأ، فله "قبل" على هذا كما للعالم خارج على تأويل أنه الطرف المكشوف والمنقطع السطحي. وإن عنيتم بقبل شيئاً آخر، فلا "قبل" للعالم" ،" أو " وهذا كله لعجز الوهم عن فهم وجود مبتدأ إلا مع تقدير "قبل" له، وذلك "القبل" الذي لا ينفك الوهم عنه يظن أنه شيء محقق موجود هو الزمان." تحس أنك قدام واحد كان جالس بالغرفة نفسه حق عمنا انشتاين لما كان يصيغ نظريات النسبية العامة، فكلام ابو حامد مطابق تماما للمعادلات الرياضية الي تقول أنه في يوم معين كان للزمن بداية ، و انه قبل ذاك اليوم ما كانش في قبل ولا في زمن.

و لما تشوف كلماته الي تقول "هو كعجز الوهم عن أن يقدر تناهي الجسم في جانب الرأس مثلاً إلا على سطح له فوق، فيتوهم أن وراء العالم مكاناً إما ملاء وإما خلاء. وإذا قيل: ليس فوق سطح العالم فوق ولا بعد أبعد منه، كاع الوهم عن الإذعان لقبوله، ، وكما جاز أن يكذب الوهم في تقديره فوق العالم خلاء هو بعد لا نهاية له، بأن يقال له: الخلاء ليس مفهوماً في نفسه، وأما البعد فهو تابع للجسم الذي تتباعد أقطاره، فإذا كان الجسم متناهياً كان البعد الذي هو تابع له متناهياً، وانقطع الملاء والخلاء غير مفهوم فثبت أنه ليس وراء العالم لا خلاء ولا ملاء، وإن كان الوهم لا يذعن لقبوله"، تقفز في رأسك كل الجرافات و الشروحات حق ستيفن هوكنج الي تتكلم عن محدودية المكان ، و عن عدم وجود "مكان" خارج حدود الكون الزمانية و المكانية.

تحية لأبو حامد ... المعلم الأول دون منازع ...