الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠٠٨

فيزياء... حاسوب و عشق

لم تكن _ تلك الزميلة النارية جدا_ تعلم شيء عن الأنتروبيا المغروسة في كل خلاياي...وهي تستجوبني كالتعامل مع برنامج ممتلئ بالنوافذ والخيارات ، و تخيرني بخيارات صعبة لا أجد الحل لها.

كانت تلك الزميلة ككل الآخرين الذين يريدونا أن نكون دوما رقميي المشاعر، نُسأل عن أحاسيسنا بضغطة زر فيخرج من ألسنتنا أشجان رقمية، تشرح للأخر ما نحن عليه بنعم أو لا، بصفر أو بواحد.

لما يحاول الكثيرون تطبيق ما يعرفونه عن المشاعر علينا كما يطبقون برنامج ما على آلة، لتعرض لهم في النهاية نتائج محددة المعالم؟؟؟... لما لا يتركوننا نشعر فقط ونخبرهم عن رحلاتنا أفكارنا داخل ما نشعر به؟؟.

هل يعرف هؤلاء ...أننا كائنات تسير بمشاعر مضطربة لا نستطيع أن نحدد أتجاهها أو كمها دائما، وأن تناقضنا حاضر في كل شيء فينا .

هل تعرف تلك الزميلة الرقيقة جدا ، و الجميلة للغاية ، أن ما تراه هي من أشياء تحدث فينا ، قد لا أراه أنا بالضرورة ، وأن من غير الضروري أن يكون كل ما قرأت عنه في كل القصائد منذ مراهقتها ، وفي كل الروايات منذ صباها ، موجود فيَّ بكل تفاصيله.

هل تعلم ...تلك الزميلة الغالية ... أن قلبي ليس حقلا تجريبيا عليه أن يطيع قوانين أبتدعها الآخرون الذين لم يعرفونه أبدا، و إنما نجم بعيد يختال في أعلى سماء ، عليها أن تراقبه بكل حواسها _الجميلة للغاية_ ، و أن تستنتج من ما تحس به كل التعاليم و البشارات و القوانين.

تلك أمور يا زميلتي ، لا يعرفها سوى إثنان ...
عالم فيزياء... أو عاشق للنساء.