الاثنين، ٩ نوفمبر ٢٠٠٩

لديك رسالة جديدة من دعد

كنفحات نسيم بارد على جبين مبلل بالعرق، كقطرات ماء تسقط على شفاه ظمآنة، كملمس أنامل ناعمة على عنق مجهد ، كألف شيء و شيء لا أستطيع أن أعرف ماهيته ، أو أن أقدر كمه ، تفعل هذه العبارة بي.


فحينما تستنشق أعيني رحيق هذه العبارة الجميلة ...

"لديك رسالة جديدة من دعد"... تأخذ الدنيا شكل جديد للغاية... ممتع للغاية...

أعلم أنه من الصعب أن أشرح لك بطرق منطقية أو مصطلحات لغوية كيف ينساب منك كل هذا الرحيق، و يسافر عبر الأثير ليملئ ثنايا جهازي ... و آفاق عيوني...

و أعلم أيضا أنه من السهل أن يقول أحدهم هذه العبارة شيء ما من أكاذيبي، و أن يوجد أشخاص يبقون لا مصدقين لما قد أقوله... لكن هذه ليست مشكلتي...بل مشكلة من قد لا يعلمون من أنت ؟؟؟...

فعلى مدى الزمان ... دعد ... كانت تقع المعجزات ((وهي _لو كنت لا تعلمين _ أشياء مثلك أنت)) ، و كان الكثيرون _ من عديمي الخيال_ يكذبونها ، لكن المؤمنين القلائل الذين عاشوا لحظاتها كانوا لا يأبهون بكل سخريات الآخرين ، بل كانوا يغمضوا أعينهم و يستمتعون بكل روائع المعجزة.

"لديك رسالة جديدة من دعد"...

ما بين هذه العبارة اليقينية التي تصرخ في وجه من يطالعها : "إن الأساطير سيدي لا تكتب الرسائل"... و ما بين كل الشكوك في أنعدام وجود شيء كامل مثلك ، تتكون حالة جديدة تختلط فيها كل مشاعر الشك و أحاسيس اليقين ، لتكون في الفكر صورة _ دعد _ ، تلك الأسطورة الحية التي تكتب الرسائل، و المعادلة المجنونة ذات الفم الأخاذ التي تجمع فيها كل التناقضات بكل وئام ، لتعلم من يقرأها بأسرار الوجود، و تشعر من يراها أنه لا يزال يحي.


أن تكوني معجزة حية هي الحقيقة الأولى في هذا الكون أيتها الخرافية الصوت ، فمقابل كل كلمة تحاولين فيها بكل صعوبة أن تنكري كل ما فيك ، أو تمثل فيها دور المتواضعة، بإمكاني وبكل بساطة أن أتي بألف دليل على أن كل ما اراه فيك هو موجود حقا ، و كل ما سأراه فيك سيكون فعلا .

لضيق الوقت _ دعد _ علي أن أذهب الان لأقرأ ما كتبتيه لي في هذه الرسالة ...

أتراه يكون كلاما جميلا ... تلك أشياء لا تهم ...

فما يهم فقط ...هذه العبارة ...

"لديك رسالة جديدة من دعد"...

دمت...ودامت رسائلك